الجزائر - الشوط الثاني من المباراة بدأ أحد الفريقين يلعب بعشرة لاعبين فقط.. مشهد بات يتكرر في ملاعب كرة القدم الجزائرية ليس لأن اللاعب الحادي عشر تم طرده أو أصيب فغادر الملعب لتلقي العلاج، ولكن لأنه تأخر حرصًا منه على تأدية الصلاة في موعدها. وسائل الإعلام الجزائرية، لفتت الأنظار لمثل هذه المشاهد والتي شهدت أحدثها مباراة جمعت فريقي "جمعية الخروب" و"أولمبي الشلف" الأسبوع الماضي في إطار مسابقة الدوري الجزائري. فقد لحق اللاعب بنادي "جمعية الخروب" عبد القادر بلهادف المعروف بتدينه بركب فريقه بعد بضعة دقائق على بداية الشوط الثاني من المباراة بعد أن أصر على تأدية صلاة العصر أولاً. وفي محاولة لإيجاد حل لهذه المسألة، طالب بلهادف في تصريح نشرته اليوم الإثنين صحيفة "الهداف" الرياضية الجزائرية رابطة (اتحاد) كرة القدم الجزائرية بإعادة النظر في توقيت المباريات بما يسمح للاعبين أداء الصلاة في وقتها. نفس الفريق، "جمعية الخروب"، غالبًا ما تلتقط له الصور التذكارية بعشرة لاعبين فقط؛ بسبب عزوف بلهادف عن أخذ صور فوتوغرافية برفقة زملائه، عملاً بفتاوى بعض المشايخ السلفيين التي تحرم التصوير الفوتوغرافي إلا للضرورة، مثل بطاقات الهوية. أما بالنسبة للصور التي تنشر لبلهادف على صفحات الجرائد الرياضية فإنها تقتنص من المصورين دون رغبة منه، وإن لم يسبق له أن عاتب أحدهم، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت". ولا يقتصر العزوف عن التصوير على بلهادف، فغالبًا ما يحرص دفاف عمار لاعب نادي "أهلي برج بوعريرج" أيضًا على تجنب الصور التذكارية التي يلتقطها فريقه. فريق "مولودية الجزائر"، لم يخلُ هو الآخر من اللاعبين المحافظين على الصلاة في وقتها، فقبل عدة أشهر توجه الفريق ليشارك في مباراة بالسعودية، إلا أن الطائرة أجرت هبوطًا في مطار روما، فتقدم اللاعب حاج بوقاش ليؤم زملاءه في بهو المطار عندما حان وقت الصلاة. تكرار هذه المواقف جعلت بعض حكام مباريات الكرة يتفهمون الأمر فيلجئون من تلقاء أنفسهم إلى تأخير انطلاق الشوط الثاني في حال إذا تزامن مع وقت الصلاة. إشادة وانتقاد الحرص على الصلاة في موعدها لدى بعض اللاعبين لقي ترحيب المشرفين على كرة القدم، معتبرين أنها ظاهرة إيجابية من شأنها النهوض بهذه الرياضة، حيث يغلب على هؤلاء اللاعبين الالتزام والجدية. كما أن الجماهير يوجهون نفس النظرة للاعبين المعروفين بتدينهم على عكس أقرانهم الذين يترددون على الملاهي الليلية؛ وهو ما يؤثر سلبًا على أدائهم بالملعب. ويعزو بعض المحللين الرياضيين فوز فريق "وفاق سطيف" العام الماضي بفوزه بكأس رابطة أبطال العرب العام الماضي، وهي أول بطولة عربية يفوز بها نادي كرة قدم جزائري، وكذلك نيله للقب البطولة الوطنية الرئيسية، إلى ضمه كوكبة من اللاعبين الملتزمين دينيًّا من أمثال: يسعد بورحلي، محمد يخلف، فريد طويل. ورغم الترحيب الذي يحظى به اللاعبون الملتزمون والحريصون على الصلاة، فإن رفضهم التصوير الفوتوغرافي يلقى انتقادًا شديدًا في المقابل. وفي تفسيره لظواهر الالتزام لدى بعض اللاعبين، قال توفيق عمارة رئيس القسم الرياضي بصحيفة "المستقبل" الجزائرية: "إن التوجه الحاصل في الملاعب الجزائرية لا يمكن عزله عما يحدث في الملاعب العالمية من إبراز اللاعبين غير المسلمين لمعتقداتهم الدينية على غرار ظاهرة الوشم بالصليب التي تفشت وسط اللاعبين الأوروبيين"، ومن هذا المنطلق فإن "لاعبينا باتوا يتصرفون وفق أساليب تتلاءم وقناعاتهم الدينية". واعتبر في تصريح لإسلام أون لاين اليوم أن "تحول الوازع الديني لدى هؤلاء اللاعبين إلى شكل علني في المستطيل الأخضر يندرج في إطار موجة كسر تابوهات فرضتها العولمة"، في إشارة لرغبتهم في مواجهة انفتاح المجتمع بالتدين. وأشار إلى أن "اللاعبين المتدينين يحظون بسمعة طيبة وسط الجماهير وهو ما يجنبهم سلوكيات بعض المشجعين البذيئة؛ اعتقادًا منهم بأنهم يؤدون مهمتهم في الميدان بصدق كبير". وتضم صفوف الأندية الجزائرية عددًا من اللاعبين المعرفين بتدينهم، وهو ما بدا جليًّا في إعفاء لحاهم وحرصهم على لبس سروال تحت "الشورت" حفاظًا على ستر العورة. وتعود بدايات هذه الظاهرة لمطلع التسعينيات عندما التحق بعدد من الأندية لاعبون ينتمون للجبهة الإسلامية للإنقاذ، من بينهم: عنتر عصماني حارس المنتخب وفريق و"فاق سطيف" في تلك الحقبة، إضافة إلى اللاعب الدولي الشهير صالح عصاد المعروف بنشاطه في صفوف الحزب المحظور. ظاهرة عربية ولا تقتصر ظاهرة حرص لاعبي الكرة على تأدية الصلاة في أوقاتها قبل المباريات أو في فترة ما بين الشوطين، على الجزائر فقط، فقد سجلت هذه الظاهرة في أكثر من دولة عربية في الأعوام القليلة الماضية. وفي مصر، أبدت لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم تجاوبًا أواخر عام 2007 مع مطلب العديد من اللاعبين ومسئولي الأندية بتأخير مواعيد المباريات التي يبدأ بعضها في فضل الشتاء في الخامسة مساء، لمدة ربع ساعة، حتى يتسنى للاعبين أداء صلاة المغرب الذي يحين موعده عادة في شهري نوفمبر وديسمبر في تمام الخامسة. وتكاد تكون المملكة العربية السعودية الدولة العربية الوحيدة التي يحرص اتحادها لكرة القدم على تنظيم مباريات الكرة في مواعيد لا تتعارض مع مواعيد الصلاة |
الصلاة والفرق العربية
Admin- عضو شد حيلة
- عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 01/04/2009
العمر : 35
الموقع : مشرف المنتدى
- مساهمة رقم 1